لغة الفرانكو آراب:
الفرانكو آراب ....... العربيزية..........الانجلوعربي ......... وغيرها من المصطلحات لهذه اللغة التي أصبحت منتشرة جداً في الآونة الأخيرة وهي عبارة عن المزج بين اللغة العربية والإنجليزية وأصبحت منتشرة بين الشباب، فهي احدي أوجه الغزو الثقافي الصناعي فالغرب متفوق علي دول العالم العربي بالصناعة وبذلك فهو مصدر للتكنولوجيا والدول العربية تستورد هذه التكنولوجيا وهنا يدعون الأمر لمعرفه أسباب ظهور هذه اللغة وقد تكون بسبب المسئولين عن اللغة العربية أو بسبب عدم مواكبة اللغة العربية للغات الأجنبية الثانية وتطورها، فاليوم أصبح الفرق واضح بين اللغة العربية واللغات الأجنبية مثل الإنجليزية فالبعض الآن يستخدم مصطلحات أجنبية في كلامهم وهذا يدل أما علي عدم وجود ما يقابلها في اللغة العربية أو لسهولة الاستخدام مما يجعلها أكثر عملية من لغتنا الحبيبة لغة القرآن الكريم.
ويذكر إن شركة ميكروسوفت أطلقت برنامج Maren لترجمه لغة "الفرانكو آراب" إلي اللغة العربية كما أطلقت جوجل خدمة "جوجل تعريب" لتعمل في الشأن نفسه ومنذ ثلاث سنوات أُُطلقت أول مجلة إلكترونية بالفرانكو آراب سنتطرق إليها فيما بعد.
وتقول د.علا شاهين أستاذ علم الاجتماع، إن هذه اللغة مزيج بين اللغات العربية والأجنبية الأخري وانتشرت بفضل سيطرة الثقافة الغربية علي الشباب وضعف الانتماء لديهم. وقالت أن للإعلام دور كبير في ذلك، حيث من المفترض أن يرتقي بالجمهور ولكن علي عكس ذلك نجد مذيعين يخاطبوا الشباب بنفس لغتهم، وإن استمرار هذه اللغة سيؤثر علي الهوية العربية.
وعن تأثر الشباب بهذه اللغة وتأثرهم بالثقافات الأخري يري د. منير جمال رئيس قسم علم النفس بتربيه العريش إن انتشار هذه اللغة يرجع إلي إعجاب الشباب بكل ما هو جديد وهذا الشئ موجود منذ الستينات، مضيفاً إن المجتمع المصري مجتمع منفتح بطبيعته، كما أن الشباب يفعل كل ما يجعله يتمرد علي السلطة الأبوية.
ثقافة الشباب العربي:
أشارات الدراسة التي أعدت تحت عنوان "ثقافة الشباب العربي" إلي أن "ثقافة الفهلوة" التي ظهرت بين الشباب في الثمانينيات عادت وبقوة في الآونة الأخيرة حيث يعاني الإنسان العربي من نقص الثقافة الذي أمتد أيضا إلي اللغة العربية ودخلت عليها مصطلحات أجنبية بسبب نقص وعينا.
واعتبرت الدراسة التي أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة إن اختيار الشباب ثقافة ولغة خاصة هو تمرد علي النظام الاجتماعي لذلك ابتدعوا لوناً جديداً من الثقافة لا يستطيع أحد فك رموزها غيرهم.
وفي السياق نفسه قال خبراء تربويين أن استعمال الشباب لغة خاصة بهم ليس تمرداً وإنما نوع من الهروب من المجتمع وإن علي الكبار احترام لغتهم الجديدة وعدم الاستهزاء بها طالما إنها لا تتعارض مع الآداب العامة في المجتمع.
وركزت الدراسة علي شريحة عشوائية من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 عاما ورصدت وجود تأثير للإنترنت علي مفردات اللغة المتداولة بين الشباب علي مواقع الإنترنت والمدونات وغرف المحادثات.... وأوضحت أن طبيعة الإنترنت باعتباره وسيلة اتصال سريعة الإيقاع قد واكبتها محاولات لفرض عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب.
وفسر معد الدراسة الدكتور (علي صلاح محمود) أن لجوء الشباب إلي لغة حديث موازية سببه وجود شعور بالاغتراب لديهم يدفعهم للتمرد علي النظام الاجتماعي وتكوين عالمهم الخاص بعيداً عن قيود الآباء وأنهم يؤلفون هذه اللغة كقناع في مواجهة الآخرين.
وأوضحت الدراسة أن الإنترنت ليس وحده المسئول عن تغير لغة الشباب، فالعديد من المصطلحات الأجنبية المنتشرة بين الشباب سببها استخدام الإنجليزية كلغة تعامل في بعض أماكن العمل بالإضافة إلي تردي التعليم الجامعي الذي لا يهتم أصلاً باللغة العربية وصولاً إلي الدراما العربية وما تقدمه في المسلسلات والأفلام من ألفاظ مختلفة.
وأقرت الدراسة بوجود تأثير ملحوظ للإنترنت علي عادة القراءة لدي المصريين والعرب سواء قراءة الكتب أو الصحف والمجلات، مشيرة إلي أن درجة الاستفادة من الانترنت أو الكتب تتوقف علي وعي الجمهور واستعدادهم للتحصيل والثقافة.
وتشير الدراسة إلي إن الإنترنت وما يحمله من ثورة في عالم الاتصال والمعرفة أصبح مشكلة كبيرة فيما يتعلق بحجم الحرية التي يقدمها فهو بنظر البعض ميزة كبيرة تتيح الإبداع وحرية التعبير ولكن آخرين يرون أنه أزال سقف الرقابة الاجتماعية والأخلاقية وأصبح يهدد قيم المجتمعات.
"الألكسو" تبحث أسباب تدني اللغة العربية:
خلال العام الماضي قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الألكسو " بعقد اجتماع يضم خبراء من تسع دول عربية في تونس لدراسة أسباب تدني مستوي تعليم اللغة العربية، وأوضحت المنظمة في بيان لها أن هذا الاجتماع يأتي في إطار تنفيذ " مشروع النهوض باللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة " والذي سبق أن أقرته القمة العربية في العاصمة السورية دمشق عام 2008م، وهو مشروع يهدف إلي تحديث مناهج اللغة العربية واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات، واعتماد مبدأ التعلم مدي الحياة وتعريب العلوم مع الاهتمام بالبحوث اللغوية ذات البعد التقني وتقييس استعمال اللغة العربية في تقنية المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها في اللغة العربية والترجمة الآلية.
وهدف المشروع هو ترسيخ المعرفة بلغة المجتمع وإتاحتها للجميع، حماية الهوية العربية والثقافة العربية، الحفاظ علي مكانة اللغة العربية بين اللغات العالمية الحية، تداول اللغة العربية في الأنشطة الإعلامية والإعلانية والوسائط المتعددة، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
قالوا عن الفرانكو آراب:
سارة حسن- صحفية شابة قالت " لغة الفرانكو أكيد هتلغي ثقافتنا العربية وبتأثر عليها بشكل مباشر وقوي وأنا شخصياً بتستخدمها مضطرة أحياناً لكن مش بعترف بها كلغة وأن الشباب بيتمسكوا بكل حاجه جديدة وبيخدوها روشنة".
نرمين شريف- كلية تجارة " أنا مش بعترف باللغة دي ومش بتستخدمها، أنا بفضل اللغة العربية وشايفة أن استخدام الفرانكو مجرد مظاهر شبابية تؤثر علي لغتنا لحد ما تختفي وممكن بقي نعمل لغة جديدة زيها ونكتب الحروف الإنجليزية بحروف عربية ونسميها عرب أنجلو مثلاً J"
أحمد سعيد- صحفي شاب قال" دي تقاليع وأكيد بتأثر بشكل كبير علي اللغة العربية لدرجة إن اللي بيمارسها كثير ممكن ينسي أو بالأصح يتناسى اللغة العربية وأنا بفهمها كلغة لكن معتز باللغة العربية جداً بسبب عملي في مجال الصحافة".
هبه إبراهيم – كلية صيدلة " حاجه ابتدعها الشباب كموضة من الموضات اللي بتطلع من فتره للتانية فهي تناقل لأفكار الجيل وزيها زى الكلمات اللي بيقولها الشباب في حوارتهم وبرغم إني بستخدمها دايما واتعودت عليها وبحب اكتب بيها اكتر من العربي إلا إني مقتنعة إنها بتأثر علي لغتنا العربية طبعا"
لميا عماد – آداب ألماني " أنا عن نفسي مش بحبها ماهو يا أكتب عربي يا أكتب إنجليزي لكن كده مش طبيعي ولا مني بحافظ علي لغتي ولا مني بتعلم لغة جديدة زى الإنجليزي كده كده هأخسر ده و ده وبلغبط مخي وخلاص وبعدين ماله العربي يعني؟"
علي محمد – علوم " أنا عن نفسي مش بعرف اكتب غير بالفرانكو وشايف إنها لغة سهلة ولذيذة عكس العربي اها هو لغتنا بس إحنا شباب لازم نتعامل بالطريقة اللي تعجبنا وأنا بتعجبني الطريقة دي آخر حاجة وشايفها حاجة بيس (تمام) أوي.
سارة احمد – آداب تاريخ " ده حوار تقاليد وخلاص يعني هتلاقي شباب بيتكلموا إنجليزي وشباب بيتكلموا مخلط حاجه فكسانة ( مش مهمة وملهاش لزمة ) واللي مبيكتبش كده وبيكتب عربي يقولوا عليه دقه قديمة.
الفيس بوك ولغة الفرانكو آراب:
"معا ضد الفرانكو"، حملة القضاء علي الفرانكو"، "أبوس أيدك اكتب عربي صح" دعوات ومثلها الكثير أطلقها الشباب من الصفحات والجرو بات علي الموقع الاجتماعي الشهير "فيس بوك" ضد لغة "الفرانكو آراب" للاعتزاز باللغة العربية، رافعين شعار "يا أما تكتب عربي يا أما تكتب إنجليزي".
ومن الجروبات علي الفيس بوك الخاصة بالقضاء علي لغة الفرانكو:
"ضد استخدام لغة الفرانكو آراب –
"Against using "Franco Arabic" language
وهدف الجروب واضح من اسمه، الحد من استخدام لغة الفرانكو آراب ، ويقول أصحاب الجروب في المعلومات الخاصة بالجروب إن الموضوع بدأ في النصف الثاني من التسعينيات حيث استبدلوا حرف الحاء برقم 7 وحرف العين برقم 3 ولكن بعد فترة من الزمن شاركت الدول العربية الأخرى وتم استبدال حروف أخري مثل الضاد و الغين والخاء والطاء وغيرها كثير. ويتسأل أحد أصحاب الجروب "هل يمكن أن نكتب إنجليزي بحروف عربية؟" ويتسأل مستنكر هل حروف العربي تدل علي التخلف والجهل و حروف الإنجليزية تدل علي التقدم والحضارة؟.
هناك جروب آخر بعنوان " كارهي لغة الفرانكو آراب علي الفيس بوك" وشعار الجروب (لا تساعد علي دعم هذه اللغة وأحيي اللغة العربية) ويتسأل أصحاب الجروب عن كيفية الادعاء بأننا مصريين ونحب البلد ولكننا نكتب بهذه اللغة وكيف يكون لدينا انتماء للوطن ونكتب بهذه اللغة وكيف إن المسلمين يدعون أنهم محبين لدينهم ولا يكتبون بلغة القرآن.
أما عن صفحات الفيس بوك فهناك صفحة بعنوان "الفرانكو آراب ليس لغة
Franco-Arab is not a language! "
وشعار هذه الصفحة (اللغة العربية لغة القرآن ومن واجبنا تجاهها أن نحترم حروفها).
وأيضا صفحة بعنوان " معا ضد الفرانكو أراب Together against Franco
Arab" ويقول أصحاب هذه الصفحة علي الفيس بوك ( نحن مجموعة من الشباب نريد الحفاظ علي تراثنا العظيم الذي تركه لنا رسولنا الكريم أنه اللغة العربية لغتنا الجميلة ...... معاً لحماية لغتنا الجميلة لغة القرآن ، معاً ضد لغة الفرانكو آراب ، معاً لقول لا للمستشرقين الذين يودون أن يمحوا لغتنا الجميلة..... إن الله سبحانه وتعالي قد أنزل القرآن عربياً وليس إنجليزياً).
وعلي غرار إسترجل و اشرب(.............)، هناك إسترجل وأكتب عربي، صفحات كثيرة بالعنوان نفسه علي الفيس بوك ضد الفرانكو آراب وفي إحدي الصفحات هناك موضوع عن حملة حقن أطفالنا باللغة العربية الفصحى عبر مشروع "بالعربي البسيط" وهو مشروع تخرج لفتيات في جامعة مصر الدولية يقوم علي فكرة تقوية اللغة العربية الفصحى لدي أطفال مصر بل ويكون "العسل" الذي يمررونه من خلال أفلام الكارتون، وعالجن فيه فكرتهن بسلاسة لغة "الضاد" وطرحن القضية للنقاش عبر طفلين وكيف أثر الكارتون المبدبلج بالفصحى العربية في تنمية لغتهما وثقافتهما بعيداً عن حملات التغريب التي يتعرض لها أطفالنا.
وفي احدي صفحات الفيس بوك التي تحمل نفس العنوان فيقول أصحاب الصفحة إن ظاهرة الفرانكو آراب ما هي إلا مخطط أمريكي للقضاء علي اللغة العربية ويتسأل أحد أعضاء الصفحة "لماذا نشعر بالخجل عندما نتكلم بلغة الضاد؟!
أحدث صيحات الفرانكو آراب مجلة What's up
«What’s up? »:
مجلة شبابية ربع سنوية بلغة " الفرانكو آراب " وهي الأولي من نوعها في مصر وتوزع مجاناً في الجامعات والنوادي والكافيهات والشواطئ..... وصدر العدد الأول للمجلة منذ ثلاث سنوات ولاقت نجاحاً كبيراً من قبل الشباب.
وتناقش المجلة كل ما يهم الشباب في مصر في مجالات السياسة وكرة القدم والعلاقة مع الجنس الآخر...... الخ، ومن الموضوعات المهمة التي ناقشتها "جيلنا مقاطع الحكومة"، "بتعمل إيه في حياتك؟"، ومن أكثر الموضوعات التي أثارت ردود فعل كبيرة موضوع " أصاحبها اه..أتجوزها لأ "
أما عن فكرة المجلة فقد جاءت من شاب مصري يبلغ من العمر 26 عاما هو عمرو منتصر رئيس مجلس إدارة المجلة حيث أنه شعر بوجود مشاكل تواجه الشباب ولا يعرفون كيفية التعامل معها بطريقة صحيحة وإن هذا الجيل جيل متمرد يرفض النصيحة من الكبار ففكر في عمل شيئاً يستطيع من خلاله التعبير عن مشاكل الشباب وأحلامهم والطريقة المثلي للتعامل معها وبعيدة كل البعد عن أسلوب الأوامر أو النصائح فقرر أن يصدر مجلة شبابية وأختار اسم غير تقليدي وغريب وهو what's up لأنها أكثر الكلمات الدارجة علي لسان الشباب.
ونظراً لأن غالبية الشباب لا يحبون قراءة المجلات العربية لأنها لا تعبر عنهم، فكان شكل المجلة لابد وأن يجذب الشباب واستخدمت لغة (الفرانكو آراب) في العناوين الرئيسية والثانوية فقط أما باقي المجلة فتكتب باللغة العامية التي يتحدث بها الشباب في حياتهم اليومية.
وبطبيعة الحال هوجمت هذه المجلة من البعض خوفاً من ترسيخ لغة (الفرانكو آراب) عند الشباب مما يهدد اللغة العربية بالانهيار ولكن عمرو منتصر قال أنه لا يقلل من شأن اللغة العربية فهي لغة القرآن ولكنه علي يقين بأن الشباب لا يقرءون المجلات العربية فبحث عن وسيلة لجذبهم للقراءة بالعربية.
أما طموحاته وخططه المستقبلية فصرح عمرو في احدي الجرائد أنه يسعى للقيام بمشروع يجمع عليه الشباب ويستغل طاقتهم في عمل مفيد بدلاً من تضييع الوقت ولكن ملامح هذه المشروع لم تتحدد بعد فقد يكون جمعية خيرية لها هدف محدد مثل المشاركة السياسية أو اقتحام مجالات العمل الاجتماعي بشكل جديد وغير مسبوق والكشف عن قضايا شائكة ومهمشة.......الخ ، ولكنه لم يقرر بشكل نهائي.