احبُّكِ يا زَهرةَ الياسَمِينِ
وَهلْ أَنتِ إلاَّ اختِصارُ الوُجُودِ؟
وَهلْ أَنتِ إلاَّ ثُغُورُ العَذَارى
وَشَهْدُ الوِصالِ
وأَشهَى وأَنضَرْ؟
يُجالِدُ فِيكِ الرَّبيعُ الأَنيقُ
غُروباً علَى الجَمْرِ يُشوَى
وَفَجْراً على مَبْسِمِ الدَّهْرِ يَزهُو
وَعِطراً على النَّحرِ
يُكوَى وَيُنثَرْ
على ضَفَّتَيكِ يُغنِّي الزَّمانُ
تَرانِيمَ فِيها صَلِيلُ السُّيُوفِ
علَى عَتْبةِ المَجدِ يَزهُو
وَفَوقَ رُباكِ يَتِيهُ الوُجُودُ
وَمِنْ كأسِ عَينَيكِ
نَشوانَ يَسْكَرْ
أَراكِ علَى رَبْوَةِ العِشقِ
نُوراً تَجَلَّى
ورُوحاً تَهادَى
على ضَفَّتَي سَلسَبِيلِ الغَرامِ
وَفَوحاً كَمِسْكِ الدَّراوِيشِ وَالنَّاسِكِينَ
وَقَدْ أَدرَكُوا بَهجَةَ الحُبِّ
رُغْمَ الكِيانِ المُبَعْثَرْ
أَفِيقِي، فَقدْ آنَ لِلحُلْمِ أنْ يَزدَهي
مَعَ الصُّبْحِ
في هَدْأَةِ الفَجرِ
حَيثُ الرَّبِيعُ أَفاضَ علَى الكَونِ
عَذْبَ الأَمانِي
على هَمَساتِ النَّسِيمِ المُوَقَّرْ
أَفِيقِي، فَهذا النُّوَارُ
يُناغِي انْبِلاجَ الضِّياءِ
على عَتْبةٍ حَيثُ يَسْطَعُ
في الأُفْقِ مِنهَا
بَرِيقُ النُّجُومِ
كَأَحلامِ طِفلٍ
- وَطَيفٌ مَعَ الفَجْرِ يَحْلُو -
سَيَنمُو ويَكْبَرْ.