إن ملكا ممن سبق ، قال لأهل مملكته : إن تصدق أحد بشيء لأقطعن يديه !
فجاء رجل إلى امرأة ، فقال : تصدقي علي ، قالت : كيف أتصدق عليك
والملك يقطع يدي كل من يتصدق ..
قال : أسألك بوجه الله ، لما تصدقت عليّ ، فتصدقت عليه برغيفين ، فعلم
بذلك الملك ، فأرسل إليها فقطع يديها .. ثم إن الملك قال لأمه : دليني
على امرأة جميلة أتزوجها ؟ قالت : هاهنا امرأة ما رأيت مثلها قط ، ولكن
بها عيب شديد ، إنها قطعاء اليد .. فأرسل إليها ، فلما نظر إليها أعجبته ،
فقال : أتريدين أن أتزوجك ؟ قالت : نعم .. فتزوجها ، ودخل بها ، فحسدها
ضرائر لها ، فخرج الملك يقاتل عدوا ، فكتب ضرائرها إليه أنها فاجرة
وقد ولدت غلاما ، فكتب الملك إلى أمه : خذي هذا الغلام ، فاحمليه على عنقها
واضربيها ، واخرجيها من الدار إلى الصحراء ، وبينما هي تمشي والصبي
على عنقها ن إذ مرت بنهر ، فنزلت لتشرب ، فبدر الصبي عن رقبتها
فوقع في الماء فغرق .. فجلست تبكي ..
وبينما هي كذلك .. مرّ بها رجلان ، فقالا لها : ما يبكيك ؟
قالت : ابني كان على عاتقي ، فسقط في الماء فغرق ..
فقالا لها : أتحبين أن نخرجه لك ؟ قالت : إي والله ..
قال : فدعوا الله عز وجل ، فخرج ابنها إليها ، ثم قالا : أتحبين
أن نرد يديك إليك ؟
قالت : نعم ، فدعوا الله ، فاستوت يداها ..
فقالا لها : أتدرين من نحن ؟
قالت : لا .. قالا : نحن رغيفاك اللذان تصدقت بهما !