اهلين بنات
القاكم في الجزء الثاني من
موسوعة أجمل الاشعار التى قيلت فى سوريا الجريحة
سعيد عقل
*شام يا ذا السيف*
شامُ يا ذا السَّـيفُ لم يغب
يا كَـلامَ المجدِ في الكُتُبِ
قبلَكِ التّاريـخُ في ظُلمـةٍ
بعدَكِ استولى على الشُّهُبِ
لي ربيـعٌ فيـكِ خبَّأتُـهُ
مِـلءَ دُنيا قلبـيَ التّعِـبِ
يومَ عَينَاها بِسـاطُالسَّما
والرِّمَاحُ السودُ في الهُدُبِ
تلتوي خَصـراً فأومي إلى
نغمـةِ النّـايِ ألا انتَحِبي
أنا في ظِـلِّكَ يا هُدبَـها
أحسُـبُ الأنجُـمَ في لُعَبي
طابتِ الذكرى فَمَنْ رَاجِعٌ
بي كما العودُ إلى الطربِ؟
شـامُ أهلوكِ إذا همْ على
نُـوَبٍ ، ٍقلبي على نُـوبِ
أنا أحـبابيَ شِـعري لهمْ
مثلما سَـيفي وسَـيفُ أبي
أنا صَـوتي مِنكَ يا بَرَدَى
مثلما نَبعُـك مِـن سُـحُبي
ثلـجُ حَرْمُـونَ غَذَانا مَعاً
شامِخاً كالعِـزِّ في القُـبَبِ
وَحَّـدَ الدُنيا غَـداً جَبَـلٌ
لاعِـبٌ بالرّيـحِ والحِقَـبِ
سائليني
سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ،
كيفَ غارَ الوردُ واعتلّ َالخُزامْ
وأنا لو رُحْتُ أستَرْضي الشَّذا
لانثـنى لُبنانُ عِطْـراً يا شَـآمْ
ضفّتاكِ ارتاحَتا في خاطِـري
و احتمى طيرُكِ في الظّنِّو َحَامْ
نُقلةٌ في الـزَّهـرِ أم عندَلَـةٌ
أنـتِ في الصَّحوِ وتصفيقُ يَمَامْ
أنا إن أودعْتُ شِعْـري سَكرَةً
كنتِ أنتِ السَّكبَ أو كُنتِ المُدامْ
ردَّ لي من صَبوتي يا بَـرَدَى
ذِكـرَياتٍ زُرْنَ في ليَّا قَــوَامْ
ليلةَ ارتـاحَ لنا الحَـورُ فلا
غُصـنٌ إلا شَـجٍ أو مُسـتهامْ
وَجِعَتْ صَفصَافـةٌ من حُزنِها
و عَرَى أغصَانَها الخُضرَ سَقامْ
تقـفُ النجمةُ عَـن دورتِـها
عنـدَ ثغـرينِ وينهارُ الظـلامْ
ظمئَ الشَّرقُ فيا شـام ُاسكُبي
واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَـمَامْ
أهـلكِ التّاريـخُ من فُضْلَتِهم
ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهر ِوِسَـامْ
أمَـويُّـونَ، فإنْ ضِقْـت ِبهم
ألحقـوا الدُنيا بِبُسـتانِه ِشَـامْ
أنا لسـتُ الغَـرْدَ الفَـرْدَ إذا
قلتُ طاب الجرحُ في شجوِ الحمامْ
أنا حَسْـبي أنّني مِن جَـبَـلٍ
هـو بيـن الله والأرضِ كـلامْ
يا شام عاد الصيف
يا شَـامُ عَادَ الصّـيفُ متّئِدَاً وَعَادَ بِيَ الجَنَاحُ
صَـرَخَ الحَنينُ إليكِ بِي: أقلِعْ، وَنَادَتْني الرّياحُ
أصـواتُ أصحابي وعَينَاها وَوَعـدُ غَـدٌ يُتَاحُ
كلُّ الذينَ أحبِّهُـمْ نَهَبُـوا رُقَادِيَ وَ اسـتَرَاحوا
فأنا هُنَا جُرحُ الهَوَى، وَهُنَاكَ في وَطَني جراحُ
وعليكِ عَينِي يا دِمَشـقُ، فمِنكِ ينهَمِرُ الصّبَاحُ
يا حُـبُّ تَمْنَعُني وتَسـألُني متى الزمَنُ المُباحُ
وأنا إليكَ الدربُ والطيـرُ المُشَـرَّدُ والأقَـاحُ
في الشَّامِ أنتَ هَوَىً وفي بَيْرُوتَ أغنيةٌ و رَاحُ
أهـلي وأهلُكَ وَالحَضَارَةُ وَحَّـدَتْنا وَالسَّـمَاحُ
وَصُمُودُنَا وَقَوَافِلُ الأبطَالِ، مَنْ ضَحّوا وَرَاحوا
يا شَـامُ، يا بَوّابَةَ التّارِيخِ، تَحرُسُـكِ الرِّمَاحُ
----------
ادونيس
دمشقْ
قافلةُ النجوم في سجّادةٍ خضراءْ
ثديان من جمرٍ وبرتقالْ
دمشقْ
أَلجسد العاشق في سريرِه
كالقوس،
والهلالْ
يَفْتَحُ باسْم الماءْ
قارورة الأيام، كلّ يوم
يدورُ في مدارك الليليّ
يسقط في بركانك الشّهيّ
ذبيحةً...
والشّجر النائم حول غرفتي
ووجهي
تُفّاحةٌ
وحبّي
وسادةٌ ، جزيره...
لو أنها تجيءْ
لو أنها تجيءْ
دمشقْ
يا ثَمر الليل ويا سريرَهْ.
دمشـق
أومأتِ-
جئتُ إليكِ حنجرةً يتيمه
أقتاتُ ، أنسج صوتَها الشَّفقيّ من لُغةٍ رجيمه
تتبطّنُ الدنيا وتخلع باب حكمتها القديمَهْ
وأتيتُ، لي نجمٌ ولي نارُ كليمه:
يا نجمُ ، رُدّ لي المجوسَ
فالكونُ من ورقٍ وريحِ
ودمشقُ سرّة ياسمينْ
حُبلى،
تمدّ أريجَها
سقفاً
وتنتظرُ الجنينْ.
-----
*سليم غزالة*
اميره
كم رمت وصفك فانثنيت مردداً: شام.. ألا يا شام ما أبهاك!
يا لي ويالك من تبارع الهوى فأنا الشراع ومرفأي عيناك
أنهد كالأنفاس مترعة الجوى ظمأى إليك، وحرها رياك
لولا الهوى في اللاذقية سرمد لحلفت إني ما عشقت سواك
أفديك من شرد العداة بمهجتي وتهون فيك وما أجل فداك
هذي دمشق وقاسيون عميدها والجامع الأموي صرح حاك
حسناء ترفل بالشمائل والنهى عجبي لمن يهوى وليس يراك!
الشمس إن طلعت عليك تبرجت خوف الكسوف إذا استفاق سناك
ولأنت من بدء الزمان فتية كبرى العجائب أن يدوم صباك
أنت الحضارة.. كم تباهت فارس والروم فيك وفتنة الأتراك
ما عرش أندلس وبغداد سوى قبس إذا قرأ العلا معناك
عربية وأميرة أموية ماذاع نشر للهدى لولاك
لو لم تكن إلا حضارة زينب والمعمدان بما احتفلت كفاك
ما حدثوا عن جنة ونعيمها إلا ظننت بأنها مرآم
من قال أن الشام ليست جنة فعلى الضفاف مواكب الأملاك
صيد نمتهم أمهات حرة ما الحور يا شامية إلاك
إن لم تكن في الشام سورة منتهى فالياسمين وزهرة الليلاك
إن فاخرت بالسيف فهو ضيعها أو عاهدت فالعهد دون فكاك
لو خيروني بيت دنياك المدى والخلد لاخترت المدى بحماك
يا رمز سوريا وأنت قلادة في صدر هذا الكون والأفلاك
جمعت زهو النصر سيفاً غالباً قعد الجميع وفزت في مسعاك
كم راح عنك الطامعون وأصبحوا خبراً وعين الله من ترعاك
-----------
*الدكتور عماد الدين طه*
بحر الشــام
يا شام جُنَّ بوصفِكِ الشُّعراءُ
كجنونِ قيسٍ والجنونُ سَـواء
أظهرتُ حُبَّـاً لست أرضى كتمَهُ
والشّعرُ يُظهِرُ حُسنَهُ الإلقاءُ
عَلِمَ الشِّتاءُ بأنَّ خَيرَكِ مُغدِقٌ
وعَلمت أنَّك يا دمشقُ شتاءُ
وأتى السُّؤالُ أليسَ برداً ما ترى؟
فأجبتُ ها هوَ قاسيونُ رداءُ
نِعمَ الرِداءُ وكم أضاف لِحُسنِها
ويُجيدُ من حُسنِ العروسِ غِطاءُ
لو أنَّ سُمَّاً مِنْ ترابِك مَصلُهُ
لابْتيعَ حصراً للقلوبِ دواءُ
قالوا توقفْ هاهنا يا ذا الفتى
ظنُّوا بأني مَسَّني إعياءُ
لا تحسبوا شيبي دليلَ متاعبي
بالضِّدِ قالوا تُعرَفُ الأشياءُ
أغراكُمُ لومي فزادَ تَشوُّقي
إنَّ الملامَةَ في الهوى إغراءُ
ما كنتُ أُظهِرُ في الخليل براعتي
لو لمْ تُحَفّز ريشتي "الفيحاءُ"
وغَمستُها في وزنِ بحرٍ كاملٍ
فأتَتْ بحُسنِ مياهِهِ الزَّرقاءُ
وسألتُ ربي أنْ يطيبَ تَفَنُني
في وصفِ جِلَّقَ والسُّؤالُ دعاءُ
فَتراقَصتْ صورُ الشَّامِ بخاطري
وتفتَّحت أبوابُها الغرَّاءُ
سبعُ المثاني للكتاب بدايةٌ
وبسبعِ اعظم تسجد الاعضاء
....................
*مدينه حمص*
اغفي في عيوني واسكني الحدقا
إلا لروحكِ هذا الفؤاد ما خفقا
يا مدينة سكنت في وجداني أبداً
كم أضناني الحنين ما للوجد ما عتقا
أتعبني قلبي الذي أججتِ شعلته
مازال يجول في حاراتك والطرقا
رحلتُ وفي الفؤاد حروقاً ليس يبرؤها
حتى إذا عوفيت قد أضرمت حرقا
جميلة كأنها ظبياء بالحسن بارقة
كيف لا وفيها سيف الله زادها ألقا
حمص أنت كالبدر مفتونٌ بطلعته
وأهلك كالليل وراء البدر قد طفقا
حمص والله ما خفقت في الفؤاد خافقة
إلا وعشقك في أرجائه عبقا
يا ابن الوليد مذ وطأتها قدماً
زادت القاً وخصباً وافراً غدقا
فالجمال بحمص مزروع بساعتيها
وما الحب واللهِ إلا بحمص مانطقا
لكِ الروح فدا إن مستكِ نازلة
يااااااااا مهجة الروح الكل بحبكِ قد غرقا
دمي بتراب حمص أمزجه
وكيف يبخل من بحبها صدقا
ان شاء الله القاكم في الجزء الثالث